قصة البيمارستان - الجزء الثاني
البيمارستان
الجزء الثاني
الجزء الثاني
نزلت من على السور وشعرت بهبوط حادً في جسدي
واعتقد انني سأفقد وعي الان ، ولكن قولت لنفسي ماذا وان كان هذا حلماً ، صحيح كل
شيئ غير طبيعي ، فأطمئن قلبي قليلا ولكن الى متى سأكون في هذا الحلم ، لاحظت وانا
افكر في وضعي ان الشمس أوشكت على الغروب
فزدادت دقات قلبي ، فأخرجت هاتفي وطلبت
مرةً ثانية امي والنجدة وصديقي ولكن كان جرس فقط من دون اجابه ، الغريب كل الغرابه
هنا ان هذه المدرسة هي نفس شكل مدرستي وكأنها نسخه مطابقه منها
ولكن اريد اجابه
حتى لا افقد عقلي واجن ، كيف خرجت من منزلي الذي هو في قارة افريقيا وركبت تلك
العربه ونزلت منها ودخلت المدرسه ، هل حقا لاني عندما دخلت بوابة المدرسة وهذه
البوابه عابرة الى مكان اخر ، هذه تراهات بالتأكيد ، ان لم اجد اجابات على كل هذا
فسيموت عقلي لا محاله ، ثم جلست و فكرت في ان اذهب الى عم جميل مرة اخرى ولكن شيئ
ما في نفسي قال لي الافضل ان تبتعد عنه ، انطلقت مسرعاً حينما تذكرت ان هناك هاتفً دولياً
موجود في حجرة المدير
كسرت الباب ودخلت
وكان كل شيئ مشابهاً لمكتب المدير فعلا في مدرستي ، اخذت الهاتف والحمد لله انه يعمل ، فطلبت
امي اول شيئ ولكن لم اجد رد ، ثم طلبت منزل صديقي ولم اجد رد ايضا ، فطلبت النجده
التي في دولتي ، احدهم رفع الهاتف وكانت امراة وقالت لي مرحبا سيدي ، هل هناك
مشكلة ما ، جاوبتها بسرعه وكان الكلام يخرج بثقل كبير وقلت بعد اختيار الكلام
الانسب حتى تصدق ما الذي حدث لي ، فقلت انا قد اختطفت ولا اعرف كيف حدث لي هذا ولكني
الان اعرف اين انا ، انا في مدرستي اقصد انا في جزيرة صغيرة في المحيط الهندي ،
سأرسل لكي موقعي ، قالت لي اول شيئ اهدئ ولا تقلق واريدك ان تأخذ خذرك جيدا ولا
تغلق الهاتف ، واريدك ان ..... وقفت عن الكلام ... وبعد بضع ثواني سمعتها وهي تحدث
زميلاتها ورئيسها كيف لهذا المكان ان يكون له وجود على كوكب الارض ، انظر سيدي هذا
المكان لا يظهر عندي في الكمبيوتر وانا على موقع الخرائط انه يظهر فقط عندما تدخل
على موقع هذا الشاب ، تكلم صوت غليظ وعلق على كلامها وقال لعله يخدعنا ببرامج هكر
مضلله وهذا لغرض ما هو يخطط له ، انفجرت بصوت عالي وقلت انا لا اكذب عليكم ، سارسل
لكم فيديو اظهر فيه وجهي والمكان الذي انا فيه ولكن ارجوكم لا تغلقوا الهاتف انتم
اخر املاً لي للخروج من هنا ، صعدت الى سطح المدرسة ومع ضوء قليل باقي من الشمس
استطعت ان اصور ما يكفي من اثبات لهم في انني في مكان مقطوع له كل الدروب ،
فارسلته لهم الفيديو ثم نزلت الى المكتب مرة اخرى ورفعة السماعه وقالت لي نعم قد
ارسل الينا فيديو ونحن الان نشاهدة ، حالة من الصمت وبعدها اغلق الهاتف ، فاتصلت
بهم ثانية لأتفاجئ بأن الحرارة قد قطعت ، نظرة من نافذة المكتب وكان الليل قد سود
كل شيئ في وجهي
لم اتحمل وقتها الوضع فتركت عيني تبكي وفمي يصرخ ويدعو الله بان
يخرجني من هنا ، استجمعت نفسي وصعدت الى سطح المدرسة لم اجد مكانا امنن الا سطح
المدرسه
صعدت ووجدت كشاف نور معلق على المدرسه وكان ضوئه ضعيف ، قلت لنفسي
سأنتظر حتى يأتي الصباح لكي احوال ثانياً في الخروج من هنا ، جلست استرجع كل ما حدث
لي من اول ما دخلتُ المدرسه ، وعقلي لا يريد تصديق كل هذا ، فجائتني فكرة في ان
اقوم بتغطيت الكشاف ثم اقوم باظهار الضوء وهكذا ، كنت اعلم انها اشارات تستخدم لارسال معلومات
ولكن انا لا اعرف كيف تُفعل ، وحاولت كثير ولكن دون نفع ، جلست وانا شارد في
التفكير وفجأت قُفل الكشاف الذي كان اخر املاً لتنتبه اي سفينه او طائرة لي ، كان نور
القمر الضئيل هو البديل ، جالساً انا في صمت قاتل وفجأت صُدر صوت من السماعات
المعلقه على واجهة المدرسة ، هذا الصوت يخرج الروح من الجسد من شدة قوته وغرابته
وكأنها صوت انذار غريب جدا ، ثم توقف ، هل قام عم جميل بهذا او شخص اخر ، بعدها
كنت انظر من على سطح المدرسه على كل شيئ ولا ارى احد ، ثم فُتحت بوابة المدرسة ،
قد اصبت بشعور لا هو سعيد ولا هو مُضجر ، لا اعلم ما الذي سيدخل او سيخرج ، وانا
متأكد ان الذي سيظهر في هذا الوقت ليس بشيئ طبيعي ابدا ، ثم وبكل هدوء رايت اجساماً
سوداء تدخل من باب المدرسة ، اجساما باطوال واحجام مختلفه ليس له ملامح بشر ولا
حيوان ، يتجمعون في
اشكال وكأنهم طلاب ولاحظت ان كل مجموعه يقف واحداً امامها وكأنه المعلم ، ثم اُغلقت
بوابة المدرسة ، وعم صمت كبير في المدرسة وبهذه الصورة انا انظر اليهم مثل الصنم
بالضبط ، ثابتين في اماكنهم ، ثم رايت جسدا يتحرك بسرعه كبيرة ومخيفه ويذهب الى كل
واحدا منهم وعلى ما يبدو انه يعطي الذي يقف امام المجموعه شيئ ، كان يصدر صوت
سيجعلني اصرخ وافقد الوعي ، ثم انتهى وتوقف ، بعدها تحركت تلك الكائنات الغريبه الى
مبنى المدرسة ، اجل كما قلت ، هم طلاب والان سوف يذهبون الى الفصول .... حينها رجوت
من الله ان يأخذ روحي قبل ان اسمع او ارى ما سيحدث لي عندما اقع تحت ايديهم ، جلست
بسرعه في وضعية استريح عليها لفترة طويله حتى لا اصدر صوت فتسمعني تلك الاجسام
السوداء التي ستكون في الفصول التي تحتي تماماً ، لكني لم استطيع المكوث فتحركت
بسرعه لكي ابحث على السلم الجانبي الذي هو مثبت بمبنى المدرسة والذي سيوصلني الى
الارض ، نزلت برفق شديد ومن شدة رعبي و خوفي اشعر ان يدي ستترك السلم وسأقع ، وفي
منتصف الطريق ، كنت واقف بجانب نافذة وكانت مفتوحه ، سمعت من خلالها اصوات ستجعلني
اترك السلم واقفز من سبعة امتار ، اكملت النزول ، وكانت الخطوة الاخير من قدمي
لملامسة الارض ، شعرت بيدان تدخل من تحت ابطي فحملتني وانزلتني على الارض برفق
شديد ، لم استطع حينها الالتفات الى الوراء ، لم اعد احتمل بعد فاستسلمت الى الاغماء .
ليست هناك تعليقات