قصة البيمارستان - الجزء الثالث
البيمارستان
الجزء الثالث
أفقت
من الغيبوبه ووجدت نفسي ممدد على طاولة وبضوء القمر الذي بالكاد يوضح لك تلك
الاجسام الغريبه التي كانت واقفة حولي ، ثابتة في اماكنها لا تصدر اي صوت ، وانا
كل ما اريده هو ان يُغمى علي مرة اخرى حتى لا اشعر بأي شيئ ، ابتعدت بعض تلك
الكائنات عن باب الفصل فدخل جسم اخر ولكنه مختلف عنه تمام من حيث شكل الجسم ،
واقترب مني ونظر الي قليلا وقال اخيرا وجدناك لقد كنا نبحث عنك كثيراً ، انا لا ارى ملامح
وجهه كل ما اراه فقط جسد اسود يصدر منه صوت ، فاجبته بصوت ضعيف ارجوك ارحمني من هذا العذاب
بسرعه ، فرجع الى الوراء متفاجئاً وقال ماذا انت تستطيع الكلام كيف هذا انت لست مثلهم
، ثم دخل احدا اخر بسرعه واقترب مني ، وقال الم امرك ان تحضره بسرعه الي ، لن انسى
في انك كنت السبب في هروبه ، هيا ليس
امامنا وقت ، انا كنت ممدد على الطاوله لا افهم شيئاً وكل ما اريده هو الاغماء ، ثم
اخذني الكائن الاول الذي تعجب من اني استطيع الكلام ، وانا كنت مستسلم تماماً واخذوني وذهبوا بي الى دكان عم جميل ، ثم فوجئت ان هناك باب داخلي في الدكان بسلم
يؤدي الى الاسفل
وانا انزل على السلالم واجهت عم جميل يصعد وهو ينظر الي بحزن
شديد ، ثم دخلنا في ممر مضاء بإنارة ضعيفه ولاحظت ان على يمينه وعلى يساره زنزانات
توجد بها اجسام على هيئة بشر تقوم باصوات وحركات مخيفة
ثم تقدمنا الى نهاية
الممر وكانت هناك زنزانه وحيده ، وقفت قليلا ثم فتحوا باب الزنزانة واخذني احدهم
وادخلني فيه ودخل احد معي وبعدها قُفل باب الزنزانة
ثم تحرك الكائن الذي كان
واقفاً بجانبي فقام بضرب جسد على الارض فتألم هذا الجسد ، كنت لا اريد ان استوعب اي
شيئ ولكن هذا الذي قد ضُرب الان اكيد هو وانا في نفس الموقف ، فتكلم الذي ضَربه
بصوت خافت جدا وقال لقد احضرت لك ابنك الوحيد الى هنا ، وان لم تفعل ما امرك به
فسأحوله مثلهم ، بدأ الشخص الذي على الارض بالبكاء ، وانا احوال ان ادرك الذي قاله
، ابنه كيف ! ، وكلامه على انه سيحولني مثلهم ومن هم ومن هذا الذي يتكلم واين انا
، تكلم ثانية وقال له امامك خمسة دقائق لتفكر في مصير ابنك ، قال ابنك للمرة
الثانية ، هل يقصد بكلامه على انه والدي حقاً ، انا لا ارى ملامح وجوههم ابدا كل ما
اراه هو اجساد سوداء ، تركنا ذلك الغاضب وذهب خارج الزنزانة ، فبقيت انا وذلك المسكين
الملقى على الارض ، صُعقت عندما ناداني بإسمي الشخص الملقى على الارض وقال لي تعالى الى هنا اريد ان اجيبك على كل تساؤلاتك ، نعم انا اعرف
هذا الصوت جيدا ، اجل هو صوت والدي ، لكن كيف ابي مات منذ سنتين ، انطلقت نحوه
واقتربة منه كثيرا ، فتكلم وأخبرني باشياء ما يثبت على انه والدي حقا ، قولت له انا لا افهم
اي شي ، امي لا تعلم انك مازلت على قيد الحياة ، كيف هذا قد دفناك بأيدينا ، قاطعني
وقال لي بحزن شديد سامحني يا بني انا السبب في كل هذا ، هذا المكان يديره شخص شرير
، يجري عليه التجارب الغير شرعية بهدف الوصول الى القوة الخارقه ، لتجيش الجيوش
والسيطرة على العالم ، وانا الوحيد الذي يستطيع تحقيق غايته ، لقد كذب على في
السابق واخبرني ان هدفه كان خيراً ويريد ان ينقذ العالم من الشر ، لكني عرفت غايته
الشريرة قبل فوات الاوان ، فواجهته ورفضت الاستمرار معه ، فقام بسجني هنا ، اما
الكائنات السوداء التي رايتها فهي عبارة عن نتائج خلط عدد من جينات الكائنات الحية
في جسد واحد ، ولكن هؤلاء ليسوا الذي يريده ذلك الوغد ، هو يريد الجاكور ، لكني لن
اعطيه اياه ، وقد جعلت تلك الكائنات تسير في الليل فقط ، اوقفته وقلت له ، حسنا
سأستوعب هذا كله اذا خرجنا من هنا احياء اولا ، هل عندك امل تخرجنا من هنا ، قال
لي للاسف لا ، قلت له ما ذنبي انا في هذا ، قال لي في حزن شديد انا اسف جدا ، انت
ليس لك دخل في شيئ ، لكن هذا الحقير يريد ان يحقق غايته بأي طريقة ، ولكني سمعت
انك هربت منهم ، قلت وانا مستغرباً انا لم اهرب منهم ، لقد امسكوا بي عندما وجدوني ،
لكن الغريب في انني لا افهم الى الان كيف جئت الى هنا ، قال لي سامحني
يابني هم قد اختطفوك من البيت واعطوك دواءً يجعلك ترى اشياء غير صحيحه ، لكنك
استطعت الهروب منهم أليس كذلك ، فُتح الباب بقوة ودخل ذلك الشرير وقال انتهى الوقت
، هيا خذو ولده وقوموا بحقنة من ذلك المحلول ، قال ابي بسرعه انا موافق على ما تطلبه مني ، ضحك
ذلك الوغد وقال في تعجبً كنت اعرف ان ولدك سيحل الموضوع
، نظرت الى ابي في تعجباً واندهاش ، ثم اخذونا انا ووالدي الى مكاناً واسع جدا به
ادوات كثيرة غريبة الشكل وانابيب واسلاك كثيرة ، كانت الانارة هناك تكفي لكي ارى
ملامح كل الاشياء ، ورايت تلك الكائنات السوداء بوضوح ، رايت هجين لعديد من
الكائنات في جسد واحد ، عقلي المسكين لا يستطيع تحمل كل هذا ، ثم توقفنا وقال ذلك
الشرير هيا جهزوا للدكتور كل شيئ ، واحضروا جسدً جديد ، لاحظت ابي يحرك بحرص شديد
يده وقدميه بطريقه غريبه ويوقف الحركه عندما ينظر اليه احد من اعوان ذلك الوغد ،
ثم يقوم بنفس تلك الحركات ، فلاحظت احد من تلك الكائنات المهجنه ينظر الى ابي ويقوم بنفس تلك
الحركات ثم توقف وذهب ، قولت لابي اذاً لقد دفنا شخص اخر يشبهك كثيرا اليس كذلك ، ولكن
كيف هذا ، فوجئت وقتها في انني كنت اكلم شخص اخر غير ابي ولكنه يشبه تمام ، ثم
تحدث ابي وقال لي اظنك عرفت الاجابه الان ، وهذا من فعل ذلك الحقير لقد استنسخ مني
اكثر من نسخة على املاً ان يكونوا هؤلاء المستنسخين مثلي ويحصل على مراده ، ولكنه
خاب ظنه كالمعتاد ، اما الجسد الذي دُفن واخذ مكاني ، فهو الذي فعل ذلك ايضاً لكي
يبعد كل من يريد ان يحصل على كل ما املكه في عقلي ، لقد حذرتني امك كثيرا في العمل
مع ذلك المعتوه ، لكني كنت اريد ان اساعد الناس بعلمي وافكاري ، نظرت الى والدي وقلت
له بتعابير وجهي وماذا سنفعل الان معهم ، جاء الجسد الجديد ووضعوه على كرسي
غريب الشكل و قاموا بربطه جيدا ، كان انساناً عاديا ولكنه لم يكن يقاوم ابداً وكان
مبتسماً جدا ، قام احدهم بفك القيود لوالدي لكي يستطيع ان يعمل ما يفعله ، لاحظت قدوم
ذلك الكائن الذي كان يقوم بنفس الحركات التي كان يفعلها والدي ، ثم فجأتاً جرى بسرعه
نحوي وقفز علي وادخل إبرة في جسدي ، وتعالت الاصوات وكثرة الحركات وقال رئيسهم
لوالدي ما الذي يحدث ، كيف له ان يتحرك من دون ان امره ، ثم قام هذا الكائن الذي
قفز علي وبدأ في الهرب ولكن هذا الحقير قام باطلاق النار عليه ، طبعا انا كنتُ
استوعب ببطئ ما الذي يحدث ، حتى نظرت الى مكان الابرة وقد وجدت أنبوب الابرة
فارغاً ، والكل ينظر الي ، وانا انظر الى ابي وقد دخلت في سكرة ، وبدأ جسدي يرتعش
وينتفض بقوة ، وصرخات تخرج مني من بدون ارادتي ، ولاحظت ان جسدي بدأ يتضخم ببطئ ، تحدث ذلك الشرير الى والدي وقال اريدك ان تخبرني الان ما الذي يجري هنا ، قال والدي له
بصوت عالي ماذا ، لقد وعدتني انك لن تؤذي ولدي ان نفذت لك طلبك ، فلماذا فعلت ذلك به
، فرد عليه وقال انا لست السبب فيما حدث الان ، ثم اقترب والدي مني وهو يبكي ويقول
ابني الوحيد سيموت ، هيا احضروا الترياق بسرعه ، ثم سمعت والدي يقول لي في صوت
خافت انت الان املنا الوحيد للخروج من هنا ، لا تقلق لقد اعطاك هذا الكائن قوة
الجاكور التي ستستطيع وبكل سهوله بان تنقذ
نفسك ، بقي عشر ثواني على اكتمال زرع القوة في جسدك ، لم تترك لي شدة الالم التفكير
فيما قاله والدي ، ثم وضع الشرير فوهة المسدس على رأس ابي من الخلف وقال في صوت عالي
ايها الوغد المخادع ، سأقتلك الان وسأقتلك ابنك لقد سئمت منكم انتم الاثنان ، جاء
رجل مسرعاً من بعيد وقال سيدي هناك خمس طائرات مروحيه وسفينتين تقترب من
البيمارستان ، وهم في الاغلب شرطه سيدي ، وقف رئيسهم قليل يفكر ثم قال خذوا هذان
الوغدان الى الزنزانه حتى ننتهي من أولائك المتطفلين اولا ، فأخذونا ووضعونا في نفس الزنزانه
، وقد بدأ الالم يقل من حدته حتى انتهى تماماً ، فأمسك بي والدي وقال هل استعدت
وعيك كاملا ، انت يا ولدي تملك الان اقوى قوة في العالم وبقدرات كثيرة ، اعلم انك
لم تختار هذا ولكن ذلك هو الحل الوحيد لكي تنقذ نفسك منهم ، يمكنك الان وبكل سهوله
ان تخرجنا من هنا ، لكن اولا يجب ان تتعرف على وقوتك رويدا رويدا ، انا لا اعرف
كيف وجدوا هذا المكان ، اقصد تلك الطائرات والسفن ، قولت له بصوت شجي انا الذي
اخبرتهم ، قال لي كيف ، قلت له ليس الان ، دعنا نخرج من هنا اولا هيا اخبرني ماذا
افعل ، قال لي انك تستطيع وبكل سهولة ان تحطم ذلك الحائط السميك بضربه صغيرة من يدك ، ولا
تقلق ان يصيبك ضرر ابدأ ، ففعلت ذلك وانا انظر الى يدي وجسدي الذي تغير لونه وشكله
، وقد خرجت دموعي وانا لا افهم ما الذي يحدث لحياتي ، فأرشدني والدي على طريقاً
سري لا يعرفه احد ، فواجهنا تلك الكائنات في طريقنا فقال لي والدي لا تقلق هؤلاء
يسمعون كلامي ، انا بالنسبة لهم قائدهم لقد وضعت ذلك في عقولهم ، ولكن هناك كائنات
اخرى قد سيطر عليها ذلك المعتوه ، لاحظت ان تلك الكائنات تساعدنا على الهروب ، ثم
وصلنا الى قارب صغير ، وقمنا بتشغيله ولكن تلك الكائنات لم تركب معنا ، فقال والدي
دعهم ، بالتأكد انت تدرك انهم لن يستطيعوا ان يعيشوا في عالم البشر ، ثم انطلقنا ففوجئنا
من سطح البيمارستان بطلاقات رصاص من تلك الكائنات علينا ، فقال لي والدي احميني بسرعة بجسدك الذي لن تستطيع تلك الرصاصات اختراقه ، وانا كنت في غاية الشرود وانا اتلقى
وابل من الرصاص على ظهري وعلى راسي ، ولا يحدث لي اي ضرر ، ثم مرت تلك المروحيات من فوق رؤوسينا و تتقدم نحو البيمارستان ، فتم اطلاق النار عليها من قبل هذه الكائنات ، فبدأت بالاشتباك هي الاخرى ونحن قد
استغلينا تلك الفرصه في الهروب ، كان الوقت تقريبا فجرا ، نظر والدي الى السماء
قليلا ثم قال حرك القارب نحو هذا الاتجاه ، وابتعدنا كثيرا عن البيمارستان وابحرنا كثير في البحر حتى نفذ الوقود منا ،
فقابلنا سفينة كبيرة في طريقنا ، فقال لي والدي اختبئ انت وانا سأطلب منهم القليل من الوقود ،
وفعلا حدث ذلك بعد اقناع والدي لهم انه قد تاه في البحر ، وبعدها اكملنا الابحار الى
اقرب يابسة .
شرفوني بالاشتراك في القناة على اليوتيوب لسماع القصة
ليست هناك تعليقات